الصراع الإسرائيلي الفلسطيني قضيةٌ متجذرةٌ ومعقدة، اتسمت بعقودٍ من النضال والمقاومة. تُشارك هذه المدونة سردًا شخصيًا لتجارب الكاتب كصبيٍّ في قرية ترمسعيا، رام الله، مُسلِّطةً الضوء على التحديات المستمرة التي يواجهها القرويون الفلسطينيون في ظل الاحتلال الصهيوني. 
أ) اليوم الذي جاء فيه الصهاينة إلى ترمسعيا: عندما كنت في الحادية عشرة من عمري فقط، قرر والدي السماح لي بالمرور أمام جنود صهاينة مسلحين بالبنادق والمتفجرات. كانوا قد قدموا إلى قريتنا، ترمسعيا، الواقعة في رام الله، لهدم منزل عائلة. وبينما كنت أقترب من الصهاينة الذين يغلقون مدخل المنزل، بدأ القرويون على الجانب الآخر من الصف بالرد بإطلاق الألعاب النارية. انفجرت لعبة نارية حية على وجه جندي صهيوني، واحتجزني أربعة جنود تحت تهديد السلاح. أخبرتهم أنني كنت أحاول فقط مساعدة جدتي المريضة التي كانت تعاني من الغاز المسيل للدموع الذي أطلقوه على منزلنا. في النهاية، تركوني أذهب، وهرعت لمساعدة جدتي قبل أن أتسلل إلى الخارج لمواصلة المقاومة.
ب) اشتداد المعركة: اقترب الصهاينة من منزل جدتي، واشتبكوا مع رفاقي القرويين الذين كانوا يدافعون عن أرضنا. اهتزت الأرض، وامتلأ الجو بأصوات الانفجارات. أصابتني رصاصة مطاطية، مما أدى إلى تخدير ساقي. ورغم الإصابة، ساعدني رفاقي القرويون على الوقوف، وواصلنا مقاومتنا بإلقاء الألعاب النارية والحجارة، وتصاعد الدخان الأسود كعلامة على بدء المعركة. باستخدام مقلاعي، تمكنت من إصابة جندي صهيوني، لكنهم ردوا بسرعة بالغاز المسيل للدموع. 
ج) النضال من أجل البقاء: بدأ نبضي يتسارع وأنا أواجه خطر الاختناق بالغاز المسيل للدموع. حملني أخي إلى بر الأمان، مشبهًا الصهاينة بأدولف هتلر الذي سرق أرض اليهود، تمامًا كما كان الصهاينة يسرقون منازلنا. وصلنا إلى عمي، الذي اصطحبنا إلى قمة جبل لنشاهد الدمار. ورغم غضبنا ورغبتنا في الانتقام، لم نستطع فعل الكثير بدون جيش داعم. جمعنا الحجارة واستعددنا لمواصلة مقاومتنا.

د) الموقف النهائي: مع دوي انفجار آخر هزّ القرية، هرعنا إلى مصدره، لنجد الصهاينة يهدمون منزلًا آخر. ملأ صوت قنابل الغاز المسيل للدموع الأجواء، فقاومنا بمقاليعنا والبصل النيء لمقاومة آثار الغاز. ورغم قوة الصهاينة الساحقة، تمكنا من محاصرتهم والثأر لهم. أصيب خمسة جنود بزجاجات غاز البروبان، ولوّحنا لهم مودعين وهم ينسحبون.
تُسلّط هذه الرواية الشخصية الضوء على الواقع القاسي الذي يواجهه القرويون الفلسطينيون تحت الاحتلال الصهيوني. ورغم الصعوبات الهائلة ونقص الموارد، تتجلى شجاعة القرويين وصمودهم. ويستمر النضال من أجل الحرية الفلسطينية، مدفوعًا بالرغبة في العدالة والسلام.
نشجعكم على التعرّف أكثر على الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية. شاركوا هذه المدونة لزيادة الوعي والتضامن مع المناضلين من أجل أرضهم وحقوقهم.



